لا يوجد نعمة تضاهي نعمة أن ترزق الأم بطفل مطيع وهادئ، وبالطبع أي أم لديها هذا الطفل المطيع الذي لا تجد معه مجهود عند طلب أمر ما، ستكون شاكرة جداً أنها لا تعاني مما تعاني منه الكثير من الأمهات، ولكن إذا كان لديكِ ذلك النوع من الأطفال فيجب أن تنتبهي جيداً، فكلما كبر ابنك أو ابنتك أن تحاولي حمايتهم من تلك الميزة ألا تتحول إلى نقطة ضعف في شخصيتهم.

عادة ما يكمن تحت طاعة الأطفال رغبة عميقة في إرضاء الآخرين، فهذا الطفل يشعر بالراحة بمجرد شعوره أنه حقق ما يكفي من رغبات الناس من حوله، وعادة ما يعلم الآباء والأمهات لاحقاً أنهم إذا أرادوا تنفيذ شيء، فعليهم بسؤال ذلك الابن المطيع.

الطفل المطيع أيضاً عادة ما يكون له ميول للمثالية والكمال، وهذا ما يكون نافع للشخصية لاحقاً، إذا تعلم الشخص أن يرسم أهدافه الشخصية بدقة، ولكن في أحيان كثيرة يكون الميل للكمال مضافاً إليه الرغبة الشديدة في إرضاء الآخرين، يكون نتيجته أن الطفل على المدي الطويل يكون شخص خالياً من الداخل، ليس لديه أهداف أو ميول شخصية.

من المشاكل أيضاً مع الطفل المطيع، أنه عادة ما ينتظر أن يملي عليه الآخرين ما عليه فعله، فهو طوال الوقت يسعى فقط لإرضاء وتحقيق ما يتوقعه منه الغير، وهذا قد يخلق في المستقبل شخصية لا تعلم ما تريده من الحياة تحديداً.

والآن إذا كنتِ ممن لديهم نعمة الطفل المطيع
،

فعليكِ أن تراعي بعض النقاط أثناء التعامل معهم.

يجب أن يفهم الطفل أنه من الجميل أن يحبه الناس، لكن ليس من الضروري أن يحبه كل الناس.

اعطي لطفلك مساحة أن يجيب عن أسئلته الخاصة بنفسه، ويستكشف العالم من منظوره الخاص.

لا تستجيبي دائماً لرغبته في تلقي ما عليه فعله، وحاولي تركه لاتخاذ قراراته بنفسه.

راقبي من بعيد واتركي لطفلك المساحة لاكتشاف عالمه بنفسه وتحديد خياراته.

في النهاية يجب أن تعلمي أن طفلك المطيع ليس نعمة لكِ فقط، ولكنه أيضاً مشروع لإنسان ناجح في المستقبل، لكن إذا تمت تنمية شخصيته بالشكل الصحيح