قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته...والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها". رواه البخاري ومسلم. وعندما يتحمل كل واحد مسؤولية هذه الزواج يحصل التكاتف، لأن المؤمن يعلم أنه مسؤول أمام الله عن هذه الأمانة: أمانة الزوجة وأمانة الزوج وأمانة الولد، فيندفع الطرفان إلى تحمل المسؤولية والقيام بها ابتغاء رضا الله والجنة، فيثمر التكاتف: السعادة والاستقرار.
----------------------------------------------------------------------
وخلال هذه المسيرة العطرة للحياة الزوجية، تأتي المواقف النبيلة من جهة الزوجين:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أفاد عبدٌ بعد الإسلام خير له من زوجة مؤمنة، إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله "
وفي رواية لأحمد: قيل: يا رسولَ اللَّهِ ، أَيُّ النِّساءِ خَيْرٌ ؟ ، قالَ: "الَّتي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وتُطِيعُهُ إذا أَمَرَ، ولا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِها ومَالِهِ "
إذا نظر إليها سرته بحبها ومودتها وحسن معاملتها وأخلاقها وشكلها ومنظرها وزينتها وأنوثتها، ولما بينهما من ألفة وتآلف وتقارب، تدخل السرور على نفسه وقلبه.
وغاب عنها حفظته لأنها تتكاتف معه بحفظ المال والمصرف والأمانة والحرص على ماله ومصلحته. وحفظته في نفسها بالعفة والشرف والطهر والعفاف وهذا نوع راقٍ جداً من التكاتف.
فهما يتعاونان بالتكاتف: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعداون).
وأخطر الصفات على التكاتف صفة الخيانة، قال أبو ذر رضي الله عنه: ثلاثة من الفواقر (أي المصائب الكبرى): المرأة السوء يحبها زوجها وهي تخونه في نفسها وماله وهو لا يستطيع أن يطلقها. واه عبد الله بن المبارك في البر والصلة.
وكذلك من المصائب الكبرى: الرجل السوء تحبه زوجته وهو يخونها ولا تستطيع أن تنفصل عنه، بسبب العيال أو شدة حبها له وضعفها أمامه وحاجتها له.