دائما متوترة‏..‏ لاتكاد تجلس في استرخاء بعد يوم عمل مرهق حتي تقفز مسرعة لأداء عمل نسيت أن تقوم به‏..‏ وفي لحظات تضيع كل محاولاتها للراحة‏..‏ وسرعان ما تعود الى روتينها اليومي‏..‏ عمل دائم ومتصل لاينقطع ولاينتهي أبدا‏.‏‏
هذه قصة كل امرأة تعمل‏..‏ فهي تعاني من الضغط الواقع عليها‏,‏ وتمزقها بين الوظيفة والمنزل والأبناء‏..‏ فرئيسها في العمل يطلب منها أفضل جهد ممكن‏,‏ وزوجها لايغفر لها أي تقصير في حقه أو في حق الأولاد وفي نفس الوقت لايحاول مساعدتها‏.‏‏
ولايختلف حال المرأة العاملة في العالم كله.‏وقد أجريت عدة أبحاث على نماذج على النساء العاملات وعن متاعبهن في الحياة‏,‏ فأجابت‏80%‏ من الخاضعات للبحث أن أكثر ما يضايق المرأة العاملة هو تحملها لمسؤولية العمل والمنزل في آن واحد دون مساعدة من أحد‏,‏ كما ذكرن أن أزواجهن لايتحملون أي أعباء منزلية أو مسؤوليات خارج نطاق عملهم ما يشعرهن بالوحدة‏,‏ بينما قالت‏10%‏ من النساء العاملات إنهن رغم متاعبهن يرفضن مساعدة الأزواج لهن بحجة أن المرأة تريد ان تشعر دائما بأنها سيدة بيتها‏..‏‏
وفي بحث آخرعن الحياة المزدوجة التي تعيشها المرأة العاملة بين عملها وبيتها، فقد جعلتها ذات طبيعة مختلفة فهي تتحمل جميع مسوؤليات المنزل والزوج والأطفال ولا تتذمر ولاتشكو وتحاول تأدية عملها على أفضل وجه‏..‏ كما أنها اقتصادية في مطالبها لأنها بحكم عملها تعرف قيمة النقود جيدا‏.‏‏
ومهما كانت المرأة العاملة تعاني من متاعب فهي على أي حال أفضل كثيرا من المرأة التي تجلس في منزلها وتحاول ملء فراغها، ما يؤدي الي كثرة الشجار بينها وبين زوجها كما يشعر زوج المرأة العاملة أن زوجته يمكن الاعتماد عليها وأنها ليست مجرد دمية في البيت‏.‏‏
ودلت نتائج دراسة حديثة على أن الزيجات التي تتمتع فيها الزوجة بالاستقلالية تكون أكثر استقرار من غيرها‏..‏ فاستقلال المرأة المادي لايهدد كيان الأسرة بل يعود بالنفع ليس عليها فقط بل على جميع افراد العائلة‏,‏ حيث إن الزوجة العاملة اقدر من غيرها على حل المشكلات ومواجهة الأزمات‏,‏ وبالتالي فهي أقدر علي إسعاد زوجها‏,‏ كما أن ثقتها في نفسها تجعلها لاتحاول أبدا السيطرة عليه بعكس المرأة التي لاتعمل فانها تحاول الاستحواذ على الزوج‏,‏ كما أن الأسرة التي يعمل فيها الزوجان تتمتع عادة بدخل أكبر‏,‏ واحساس الزوج بأن زوجته تساعده في السعي وراء لقمة العيش يخفف عنه بعض الضغوط المتراكمة على عاتقه‏,‏ وأيضا يشعره بأنه في حالة اصابته بمكروه يمكن للأسرة الاعتماد على دخل زوجته‏,‏ وعموما فالمرأة العاملة لاتلح على زوجها وتطالبه بتأمين مستقبلها ماديا ولاترهقه بطلباتها المستمرة، وبالتالي فهي تعيش معه لأنها تحبه لشخصه وليس لأنها في حاجة الى من يعولها‏.‏‏